اسم القارئ
: شيخ بن أبو بكر بن محمد الشاطري.
مواليد: عام 1970 ميلادي نشأ في مدينة جدة.
مسيرته في الإمامة: صلى القارئ في عدة مساجد بمدينة جدة ومنها مسجد الراجحي و مسجد سعيد بن جبير بحي الكندرة و مسجد عبد اللطيف جميل و مسجد التقوى بحي الروضة و مسجد الشعيبي بحي السلامة وهو الآن إمام جامع الفرقان بحي النسيم بجدة.
حالته الاجتماعية: متزوج, وله أربعة من الأبناء, ويكنى بــ (( أبي عبد الرحمن )).
مؤهلاته العلمية: لديه إجازة للقرآن الكريم برواية حفص عن عاصم على يد الشيخ أيمن رشدي سويد في عام 1416 هـ, ولديه شهادة ماجستير محاسبة وكانت في عام 1420 هـ .
وفيما يلي مقابلة مع القارئ في مجلة مواكب 2005
يأسـرك بجمـال صوته, ويأخـذ بقلبـك حسن تلاوته, ويملك علـيـك نـفسك بـقـراءته الخاشعة الهادئة, وهو مـع ذلك جـميل الأدب, حسن الأخلاق, كريم النفس,لا تراه إلا مبتسماً, يحبه من يعرفه, ويتقرب إليه من يجالسه ترى فيه أدب أهل القرآن, وتعرفه فيه خلق التواضع, إنه القارئ الشيخ شيخ أبو بكر الشاطري الذي أتحفنا بهذا اللقاء الممتع الجميل والذي نستفتح به سلسلة لقاءاتنا مع القراء وأهل القرآن ونترككم مع أحداث هذا اللقاء. س/ من هو شيخ الشاطري ؟
ج / هو عبد من عبيد الله أكرمه الله بالإسلام والانتماء لهذا الدين الخالد الذي به سعادة الدنيا والآخرة
س / كم كان عمرك حين بدأت الالتحاق بحلقات تحفيظ القرآن الكريم ؟ ومن هم أبرز المشايخ الذين تتلمذت على أيديهم ؟ وكم المدة التي استغرقتها في حفظ كتاب الله ؟
.ج / التحقت بحلقات تحفيظ القرآن وأنا في الصف الخامس الابتدائي على ما أذكر وكان أول من تلقيت على يده القرآن هو الشيخ هاشم باصرة في الدورة الصيفية بمدارس الفلاح بباب مكة . أما عن المدة التي استغرقتها في حفظ كتاب الله فكانت مدة مفرقة قد تكون بضعة أشهر أو تزيد عليها قليلاً .
س / صف لنا لحظة ختمك لكتاب الله والمشاعر التي انتابتك حين ذاك ؟
ج / لقد أكرمني الله بختم القرآن في الإجازة الصيفية للسنة الثانية المتوسطة في مدينة أبها في إحدى الرحلات للمراكز الصيفية بجدة في يوم جمعة وكانت آخر آية حفظتها قبل صعود الشيخ عائض القرني المنبر لإلقاء خطبة الجمعة في مسجده العامر آنذاك في مدينة أبها من سورة الحديد . ولا شك أن هذه اللحظات كانت لحظات مؤثرة تختلط فيها دموع الفرح بتمام نعمة الله علي ودموع الخوف من عدم الوفاء بحق هذا الكتاب العظيم الذي هو نور في الدنيا والآخرة .
س / الطريقة التي كنت تتبعها في حفظ كتاب الله ؟ وما هي الطريقة المثلى في نظرك ؟
ج / دعني أقول لك الطريقة التي أراها طريقة مثلى في حفظ القرآن الكريم وهي أولاً تصحيح النية وأن يكون مقصد الإنسان بهذا التوجه إرادة ما عند الله وليس ما عند الناس فالنية لها أثر كبير في التوفيق لهذا الشرف العظيم ويكفي أن الإمام النووي ذكر في بداية كتاب التبيان في آداب حملة القرآن قول ابن عباس رضي الله عنه : ( إنما يعطى الرجل على قدر نيته ) ( وإن يعلم الله في قلوبكم خيراً يؤتكم خيراً ) ، والأمر الآخر أن يكون المتوجه للقرآن صاحب عزيمة صادقة لأن الإنسان قد يمتحن في بداية الحفظ من الله ليعلم الله صدق نيته وعزيمته فعليه أن يصمد ويصابر ويرابط ويأتي إن شاء الله بعد ذلك الفتح الرباني له والتوفيق والتيسير لإتمام المسيرة مع حفظ القرآن الكريم . وعليه أيضاً أن يضع خطة للحفظ مكتوبة ويحدد لنفسه زمنا معينا لإتمام الحفظ حسب قدرته وطاقته وظروفه فمثلاً إذا كان يستطيع أن يحفظ وجهين كل يوم فمعنى ذلك أنه سيحفظ كل شهر 3 أجزاء فبعد 10 أشهر يكون موعد الانتهاء من الحفظ وهكذا ..
س / طريقتك في المراجعة وأفضل الأوقات للمراجعة من وجهة نظرك ؟
ج / الطريقة التي اتبعتها في المراجعة كانت كالتالي :
كنت أقسم حفظي إلى 3 أجزاء – هذا بعد التختيم :-
جزء ممكن ( يعني أستطيع قراءته غيباً بدون الرجوع إلى المصحف إلا نادراً )
وجزء متوسط ( لا بد فيه من الرجوع للمصحف دائماً )
وجزء منسي تماماً
فكنت أحدد لنفسي ورداً يومياً من الممكن جزء أو أكثر لكن أحافظ عليه ولا أتخلف عنه .وأجعل لنفسي جلسة أسميها جلسة التمكين يومياً أمكن فيها صفحة أو أكثر من القسم المتوسط حتى أتقنه ، وبعد ذلك أتبعه بالقسم الأول ويتبقى بعد ذلك المنسي أبدأ حفظه مرة أخرى وكلما ثبت منه شيئاً ألحقته في الورد اليومي حتى أكرمني الله بتثبيت القرآن كاملاً في مدة أربعة أشهر تقريباً . وهناك أمر مهم وهو أن القرآن يعتمد في الثبات في فؤاد الإنسان على حسب صلته بالله وقربه منه وابتعاده عن المعاصي لأن القرآن نور ونور الله لا يؤتى ولا يستقر لعاصي عصمنا الله وإياكم من كل سوء .
س / قراء تحب الاستماع إليهم ؟
ج / الحمد لله هم كثر ومن لا يحب أهل القرآن ومن لا يحب أن يسمع القرآن منهم وقد قيل أحسن الناس صوتاً من إذا سمعته عرفت أنه يخشى الله .
س / موقف أثر في نفسك وظل أثره فيك ( موقف متعلق بالقرآن ) ؟
ج / منظر مجموعة من الصبية الصغار من دول شرق آسيا والاتحاد السوفييتي السابق وهم يقرؤون القرآن في إحدى المساجد في جدة وأنا أستمع إليهم فلم أستطع أن أتمالك نفسي أنا ورجل بجانبي كبير في السن حتى كاد بعضنا يميل على بعض .
س / نصيحتك للطلاب الذين يحفظون كتاب الله تعالى في الحلقات ؟
ج / عليهم أن يعكسوا أثر القرآن عليهم في أخلاقهم وسلوكهم وتعاملهم سواء كان مع الله أم مع عباد الله بحيث إذا رآهم الناس علموا أنهم يخشون الله وإذا عاشروهم رأوا فيهم أثر القرآن في كل شأن من شؤونهم وعليهم أن يكونوا مصابيح للناس ، بهم يهتدوا ويقتدوا ، وينيروا للناس طريقهم ويبينوا لهم الحق من الباطل والخير من الشر ويربطوا القلوب بالله ويحسنوا ظن الناس بربهم وبرحمته وسعة فضله ولا يقنطوا أحدا منها ، وعليهم أن يحسنوا اختيار من يصحبون ومع من يتعايشون .
س / تواجه الحلقات القرآنية اليوم هجمة شرسة من قبل البعض ، ما رأيك في هذا الموضوع ؟
ج / الأصل أيها الأخوة الكرام أن كل من سلك هذا الطريق أعني طريق الاستقامة لا بد أن يجد من يعاديه ويسعى في تشويه صورته والنيل منها وهذا ليس بغريب ، ألم يقل الله تعالى : ] وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين [,[ وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً [ .فكيف بمن هم دون مرتبة الأنبياء ورحم الله القائل : ]لو لم يكن المؤمن إلا على خشبة في عرض البحر لقيض الله له من يؤذيه [ . وياحبذا أن ينبري لمحاورة هؤلاء ومناقشتهم العقلاء والأخيار بالتي هي أحسن وبالرفق واللين بدون إلصاق أي تهم بهم وبدون الدخول في نياتهم ومقاصدهم ما داموا هم في دائرة الإسلام الواسعة . وعلينا أن نثق بالله وبحمايته وبحفظه فالله ولي الذين آمنوا وأليس الله بكاف عبده وإن الله يدافع عن الذي آمنوا . فدعوا الله يدافع عنكم واعكسوا لهؤلاء المغرضين أو الجاهلين حقيقة أمركم وأنكم إنما أنتم رحمة للخلق وضياء ونور للدنيا بأسرها لكن إذا أحسنتم التمسك بهذا الكتاب العظيم وأحسنتم الفهم له أيضاً .
س / يتهم البعض حلقات القرآن بأنها تهتم فقط بتلقين الطلاب الآيات دون فهم معاني ما يحفظون وبالتالي عدم الالتزام بتعاليم القرآن الذي يحملون رايته ، ما تعليقك على هذا الموضوع ؟
ج / يا سبحان الله إن من سنن الله التدرج في الفهم والاستيعاب وأن الإنسان ينضج شيئاً فشيئاً فهل فهم الكبير مثل فهم الصغير وهل استيعابه مثل استيعاب الصغير ، فمرحلة التلقين هي المرحلة الأولى وتأتي بقية المراحل تباعاً لهذه المرحلة واسألوا هؤلاء المتهمين حلقات التحفيظ هل هم يفهموا كل الآيات بل إن ما يجهلونه أكثر مما يفهمونه ولكن الإنسان يبدأ شيئاً فشيئاً ويصعد الدرج من الأسفل إلى الأعلى رويدا رويدا ولا يستعجل لكن المهم جداً أن تكون قضية فهم القرآن ومقاصده ومراميه والعمل به وتطبيقه في جميع مناحي حياتهم هدفاً مهما في حياة في يتوجه للقرآن الكريم .
س / ينادي البعض في الجهة المقابلة بأن يقتصر دور الحلقات على التحفيظ وتخريج الحفاظ دون المساهمة في تربية هؤلاء الشباب وإعداد برامج تربوية وأنشطة مصاحبة لهم ، نريد رأيك في هذا الموضوع ؟
ج / أنا أسأل هؤلاء لماذا يحرص الناس على تربية الناشئة على كتاب الله ؟ هل الهدف حفظ الحروف فقط ؟ هذا شيء عجيب . إن القرآن أيها الأخوة هو العاصم للإنسان من الانزلاق في أتون الضلال والغلو والانحراف والزيغ ويكفي قول الله تعالى: ]ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم ], [ويهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور [. ووالله كيف ينحرف أو يزيغ من هاديه كتاب ربه الذي خلقه وهو سبحانه أعلم بما يصلحه وبما يسعده في الدارين ولكن المهم أن تسند مهمة تربية الناشئة على القرآن الكريم إلى الأخيار ومن رزقهم الله حسن المقصد وسلامة الفهم والأصل في أهل القرآن السلامة والخيرية ، ولا يمنع أن يكون هناك من يتابع ويوجه المسيرة ويربي من يربي أهل القرآن بالدورات النافعة والزيارات المفيدة والتلاقي بين من شابوا في هذا الأمر وبين الشباب الذين يتصدون لتربية النشء على القرآن الكريم.
ثم إن هناك أمر هام وهو أن الخطأ من صفات بني آدم فإذا وجد من أخطأ يأتي دور التقييم والتصحيح فإن المؤمن هو من ينتفع بالتذكرة والموعظة وليس من الصحيح التطرف من الجانبين فدين الله وسط بين الغالي فيه والجافي عنه.
وإذا لم يربى الناس على كتاب الله فعلى أي كتاب يتربون ومن أي مصدر يتلقون وعلى منهج من يسيرون ومن أي نور يستنيرون ، فعلى هؤلاء أن يتقوا الله ويعلموا - هداهم الله - أنهم لابد إلى الله صائرون وعند ذلك سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون . والله الموفق والهادف إلى سواء السبيل.