إرتشفَ رشفة ,, و وضع الفنجان
وأمسك قلم الرصاص ,,
وبدأ يرسم خارطة الوطن ,,
أو شبه وطن ,,
منذ زمن
يحلم , ,,
يركض ,,
وفي كل محطة يقف ,,,
ولا يصل ,,
لذاك الوطن ,, لأيّ وطن ,,
يحاول مرة أخرى ,,
ويعود ,, ليرتشف رشفة من ذاك الفنجان ,,
ويسرح ,,,
ويصل سريعاً
بذاكرة رمادية ,,
لشبه وطن ,,
ويحلم مرة أخرى ..
بيوم العودة ,,
عودته للوطن ,,
بعودة الوطن ..
ثمّ يعود ,, ويمسك بالفنجان ,,
يصمت ,, ولا يرتشف
ينظر ,,
يبحر ,,
يغرق بذلك السواد ,,
وأيّ سواد ,,
سوادٌ كبير ,,
سوادٌ كثيف ,,
يصبغ تلك الخريطة ,,
ويغمر ذاك الوطن ,,
يركض ,, يلهث
ولا يقف ,,
ويكتب قصّة ,,
على تلك الخريطة
بنيّ ,,
كان لنا وطن ..
لا تنسى ..
نحن دفعنا الثمن ,,
من قلوبنا ,,
من دمائنا ..
من أبنائنا ,,
كان الثمن ,,
لشبه وطن ,,
ويمسك باليد الاخرى ,,
جريدة ,,
ما هذا ,,
مات شهيداً ,,
كان شريداً ,,
عشرون عاماً وهو اسير ,,
كان الأمير ,,
لتلك السرّية ,,
كان الزناد ,,
كان العتاد ..
كان يحاول ..
إعادة شبه الوطن ..
ومن دمه ,, كان الثمن ,,
وراح شهيداَ ,,
وظلّ سليباً ذاك الوطن ,,