طاابور الصبااح

طابور الصباح

رغم أهمية "طابور الصباح" في استعادة الطالب لنشاطه وبدء يومه الدراسة بحيوية وتركيز، إلا أنه أصبح من أكثر الأنشطة المغضوب عليها من قبل أولياء الأمور في بعض مناطق المملكة العربية السعودية في هذه الأيام خاصة الغربية والجنوبية والشمالية حيث تنخفض درجات الحرارة بشكل كبير صباحا وتشكل خطورة على صحة الطلاب الذين يؤدون الطابور الصباحي.
وتصاعدت مطالبات أولياء الأمور لهيئة حقوق الإنسان في السعوديين وللمسؤولين على الإدارات التعليمية بإلغاء الطابور الصباحي وذلك على صفحات الصحف وعبر أروقة المنتديات الإلكترونية، واستغرب بعضهم إصرار بعض المدارس على إلزام الطلاب بتأدية الطابور الصباحي والتمارين رغم البرد القارص.
فقد ناشد عدد من أولياء أمور التلاميذ في محافظة النماص (جنوب المملكة) جمعية حقوق الإنسان السعودية بالكتابة إلي وزارة التربية والتعليم لوقف طابور الصباح طوال فصل الشتاء طالما أن الأمر لن يؤثر على العملية التعليمية، مشيرين إلى أن البديل الطبيعي قد يكون تغيب الطلاب عن حضور الحصة الأولى.
وفي تصريحات نشرتها صحيفة "اليوم" السعودية الثلاثاء 30-11-2010م تساءل هؤلاء الآباء مستنكرين: "كيف يستيقظ الأبناء في الصباح الباكر، ونحن في أجواء الشتاء، مع لسعات البرد القارص، ثم تطلب منهم إدارة المدرسة وقوف طابور الصباح بدعوى أنه منشط للدورة الدموية؟".
وقالوا: إن درجات الحرارة تراوحت بين 4 و5 درجات فقط عند الساعة السادسة من صباح الاثنين 29-11-2010م، ومع ذلك أصرت بعض المدارس على إلزام الطلاب بتأدية الطابور الصباحي والتمارين رغم البرد القارص وخطورة ذلك على صحة التلاميذ خاصة في الصفوف الدنيا.
المنتديات على الخط
وتصاعدت المطالبات بإلغاء الطابور الصباحي أيضا على صفحات المنتديات الإلكترونية السعودية التي تداولت الموضوع على نطاق واسع، ومن بين هذه المنتديات: "منتديات سمات القطيف" حيث قالت إحدى المشاركات في المنتدى باللهجة المحلية: "المفروض يلغوا الطابور، حرام عليهم، مادري ويش يستفيدوا منه الطلاب".
وقالت مشاركة أخرى مؤيدة لرأيها: "هذا الطابور ما له داعي خاصة في الشتاء".
ورغم إصرار بعض المدارس على الطابور الصباحي قامت بعض المدارس في مناطق أخرى بإلغائه – حسب ما ذكرته صحيفة "المدينة" السعودية الثلاثاء - حيث قالت إن عدد من المدارس في محافظة الطائف (غرب المملكة) اضطرت إلى إلغاء الطابور الصباحي بسبب موجة البرد التي تشهدها المحافظة هذه الأيام، ومن هذه المدارس: "صرار الابتدائية" جنوب المحافظة.

وأضافت أن بعض إدارات المدارس ألغت الطابور الصباحي واكتفى البعض بترديد النشيد الوطني خوفا من تعرض الطلاب والطالبات للبرد.
احتياطات رسمية وأهلية
وكان مديرو التربية والتعليم في بعض مناطق المملكة ومنها: الجوف وحائل وتبوك، قد منحوا مؤخرا مديري ومديرات المدارس صلاحية إلغاء الطابور الصباحي في حال اشتداد برودة الجو.
وفي السياق ذاته قامت بعض الإدارات التعليمية في مناطق الحدود الشمالية بتأخير موعد الدوام الرسمي نصف ساعة. كما منحت هذه الإدارات مديري المدارس صلاحية إلغاء مادة التربية البدنية، خصوصا في المدارس التي ليس لديها صالات مغلقة، فيما تم توزع 1000 مدفأة و400 مكيف على مدارس المنطقة؛ لتوفير أجواء دافئة داخل الفصول الدراسية، حيث تشكل المباني المستأجرة 25% من مجمل مدارس المنطقة.
وتقاطعت عودة الدراسة بعد أجازة عيد الأضحى مطلع الأسبوع الجاري مع بدء موسم شتاء قارص وهو ما حتم على الأهالي وإدارات التعليم في المملكة اتخاذ إجراءات واحتياطات خاصة لحماية فلذات أكبادهم من موجة الصقيع التي تمر بها المملكة حاليا.
فقد بدأ سكان السعودية بمختلف فئاتهم العمرية في التوافد على محال الملابس الشتوية لشراء الملابس الدافئة، وعلى رأسهم طلاب وطالبات مراحل التعليم المختلفة.
كما طالب بعض الأهالي بتأخير الدوام الرسمي للطلاب إلى الساعة الثامنة والنصف لتأخر شروق الشمس، إضافة لبرودة الجو التي تكون وقت الصباح الباكر.
يشار إلى أن موسم شتاء العام الماضي شهد شدا وجذبا بين وسائل الإعلام وإدارات التعليم في البلاد حول وفاة بعض الطلاب إما نتيجة لأمراض سابقة أو بسبب شدة البرودة التي كانت وسائل الإعلام تركز عليها.
[center]