رن الجرس .. وانتهى الدرس
رن الجرس معلناً عن بدء فصل جديد وخطوات ثابتة لحياة جديدة ولحظات مميزة , ساحات تراقصت عليها اقدام عائمة فوق السحاب وترانيم هانئة واصوات حب مغردة , تحلق مع احلامها الصغيرة نحوالافق .
كل هذا تلاشى مع اول حصة حيث بدا الاستاذ بالتعبير والشرح بطريقة لا تخدم الطالب في شيء تسرع واهمال لأدق التفاصيل التي يعتمد عليها الموضوع وبالتالي ضياع الاسس الاولية لدرس اليوم ليقف عند هذا الحد طلابنا متسائلين ماذا يحدث ؟ مازالت لدينا تساؤلات كثيرة وجوانب لم نتطرق اليها في درسنا ..مابال هذا الاستاذ يوجز في كل شيء وعندما يُسأل عن ذلك .. تاتي الاجابة كالصاعقة على رؤوس طلابنا ( هذه هي طريقتي ومن لم يفهم فليحاول شراء كراسات فيها شرح مفصل لكل مايحتويه الكتاب وان لم تفهمو ايظا فأنا موجود لذلك )
حصة تلو الاخرى ورد يتكرر هنا وهناك الا بعض من كان ضميره معانقاً له .. يحاوره بين الحين والاخر ويذكره بواجبه تجاه وطنه وتجاه ابنائه .
انتهى الدرس
وقرع جرس الرحيل .. حيرة واستغراب وتساؤلات ليس لها نهاية خيبة امل اصيب بها طلابنا مع اول يوم دراسي
الدرس الخصوصي ..
مشكلة اصبحت تداهم كل عائلة بل سلاح فتاك لابادة قيم التعليم والثقافة الذي اصبح يشهد تدهورا ملحوظا , تبدأ من الطفل
هل تتصورون ان طالبا في المرحلة الابتدائية يحتاج الى درس خصوصي لمادة ما واحيانا جميع المواد , بالرغم من المستوى الدراسي الجيد للوالدين , لكنهم لايجدون وقتا او فرصة للجلوس مع ابنائهم ومراجعة دروسهم ومتابعتهم . اذن لنختصر الطريق ونستعين بالمسعف والمنقذ حيث لاتخلوا مدارسنا اليوم من فريق الانقاذ هذا .
لماذا اصبح الاستاذ يتواجد في المدرسة ليسجل حضوره فقط , يدخل الحصة لاجل ان يعطي بعض ماعنده ويترك الكم الاكبر من العطاء لوقت اخر ومكان اخر يدر عليه مالا اوفر . وهذا ايظا يرتكز على فئة معينة لديها القدرة على دفع الاجر الخاص الذي سيعود عليهم بالنفع من خلال قفابهم لمعلومات اكبر وفهم لمحتوى الدرس بشكل افضل وبالطريقة الصحيحة التي كان المفترض من الاستاذ ان يتبعها مع باقي الطلاب الذي هو مسؤول عنهم وعن مستواهم العلمي ومدى ادراكهم من خلال مايقدمه لهم .
لقد اصبح المدرس الخصوصي الفرد الثالث بعد الوالدين من حيث اهميته , فلا ديمومة للحياة بدونه , فما يقدمه من دروس اصبحت تسلب المدرسة دورها التربوي , الدور الذي كان الاجدر ان تكون فيه حازمة كي تحافظ على ديمومتها ومركزها وتبقى هي ( اي المدرسة ) البيت الثاني للطالب الذي هو مصدر علمه وطريق مستقبله , هذا الطريق الذي اصبح مجرد مسار يسلكه الطالب كي يجتاز الامتحانات اخر العام , هذه الظاهرة هي التي زرعت في داخل كل تلميذ بذرة العبث مع مؤسسات المجتمع واستهانته بجميع الامور والقضايا , ظاهرة شجعت التلميذ على القفال والاعتماد على الغير وعدم الاجتهاد في الوصول الى المعلومة , بل جائته جاهزة على طبق من ذهب .
هذه الظاهرة التي ساهمت في هدر كرامة مهنة التعليم والحط منها , واضعاف الدور التربوي الذي يساهم في بناء الانسان .
1 - من المسؤول عن هذا البيت ام المدرسة ام الاثنان معاً ؟
2 - ماهو دور المؤسسة التربوية في ذلك ؟ وهل في نظرك انها من شجعت الكثير من المدرسين على ذلك وفسحت لهم المجال ؟
3 - ماهو السبيل للحد من هذه الظاهرة التي امثلها بحشرة تنخر جذعاً من شجرة صلبة , تمتد لتصل الى اساسها فتنهار وينهار معها الامل بغد مشرق ومستقبل باهر لجيل نأمل يوماً ان يبني هذا الوطن بناءاً ذا اساس متين ؟
مشكلة داهمت الكثير من الاسر ,اصبحوا امامها عاجزين عن فعل اي شي سوى الانصياع لها ..اعرضها عليكم
علنا نجد لها حلاً جذرياً بالوقوف على اسباب انتشارها وتفشيها بهذا الشكل المرعب .
مع خالص الود والاحترام